حزنت مثل ملايين المصريين من الأداء المخيب للآمال للمنتخب الوطنى الثانى فى بطولة كأس العرب ، والوداع المخزى للبطولة من دورها الأول فى صدمة كروية جديدة لكرة القدم المصرية.
والحقيقة أن الحزن لم يكن فقط من النتائج ، فربما تخوض منافسات وتقدم مستوى فنيا جيدا ولا يحالفك الحظ، ولكن ما حدث كان فضيحة مدوية فى كل الأعراف الرياضية، منتخب بلا هوية ولا خطة واضحة ولاعبون بلا روح ولا عزيمة ولا إصرار ومدير فنى لا يحكم قبضته على الفريق ومساعدون يرغبون فى "الشو" ، واتحاد كرة يدير الأمور بعشوائية وبالحب والعلاقات والخاسر فى الآخر مصر.
إن ما حدث فى كأس العرب لا يجب أن يمر مرور الكرام، مصر دولة كبيرة ،وما حدث يضر بسمعتها ومن لا يستطيع تحمل المسئولية فليرحل وكفانا فسادا فى هذا الملف الذى لا يليق بدولة بحجم مصر فى عهد الجمهورية الجديدة التى قطعت أشواطا كبيرة فى التنمية فى كافة المجالات ، ثم يأتى بعض المستهترين لتشويه ذلك بإدارة عشوائية.
كرة القدم ليست مجرد رياضة بل هى عنصر رئيسى من أدوات القوة الناعمة للجمهورية الجديدة ، ويجب على من يديرها أن يتحلى بالمسئولية الوطنية تجاه الدولة المصرية، فمن يدفع ثمن تخبط وعشوائية إدارة اتحاد الكرة لهذا الملف؟!
المؤسف فى الأمر أن اتحاد الكرة لم يخرج باعتذار حتى عما بدر منه ، لتهدئة الجماهير الغاضبة، وكأنه يخرج لسانه للجميع وهو يكتفى بتسريح المنتخب وعودة الكابتن حلمى طولان إلى اللجنة الفنية للاتحاد وكأن شيئا لم يحدث ، هل هذا هو الثمن ؟!.. هل هذه الإجراءات تتناسب مع الفضيحة الكروية التى حدثت فى قطر .. مصر الكبيرة الرائدة أم العرب تتلاعب بها منتخبات ما كانت تحلم يوما بالتعادل معها حتى وإن تم تمثيلها بالمنتخب الثالث أو الناشئين حتى .
الحقيقة أن كل من شارك فى إدارة هذا الملف يجب محاسبته من رئيس الاتحاد إلى مجلس الإدارة ، إلى اللجنة الفنية ، ثم الجهاز الفنى واللاعبين ، فأنتم لم تضيعوا على مصر لقبا شرفيا أو بطولة ودية كما تزعمون فقط ، وإنما اسأتم لسمعة وطن ، وأضعتم مكافأة مرصودة لبطل البطولة نحو سبعة ملايين ونصف دولار كانت تستحق أن يتم حصدها بقليل من التخطيط والتنسيق وقدر أقل من الاهتمام والشعور بالمسئولية.
وحتى لا يكون الحساب بالقطعة ، فأنا أطالب بمحاسبة المسئول عن وداع مصر لبطولة كأس العالم للشباب فى أكتوبر الماضى ،ووداع منتخب الناشئين لكأس العالم فى نوفمبر الماضى والبطولة فى مهدها، ثم فضيحة كأس العرب.
ملف كرة القدم يحتاج تدخلا عاجلا وعلاجا ناجزا ، فلقد وصلنا إلى مرحلة أن البعض يطالب بالتعلم من للتجربة الأردنية ، ومع كامل الاحترام لدولة الأردن الشقيقة قيادة وشعبا ، ولكننا مصر الدولة الرائدة فى عصر الجمهورية الجديدة لن نقبل بأن يكون هؤلاء هم المسئولون عن ملف كرة القدم المصرية .. وأقول لهم ولكل من تسبب فى تلك الفضائح المخزية للكرة المصرية .. استقيلوا يرحمكم الله.